جراحة العظام والكسور
استبدال مفصل الركبة
تكلس الركبة المعروف أيضاً باسم تخلخل العظم عبارة عن تآكل الغضروف المفصلي الذي يشكل المفصل. وهو أكثر أمراض المفاصل شيوعاً، ويكون معدل الإصابة به عند النساء أعلى منه عند الرجال، وتزداد حالات الإصابة به مع تقدم الإنسان في العمر. يترافق هذا المرض بآلام في المفصل عند الحركة، وتبلغ هذه الآلام بمرور الوقت مبلغاً يؤثر سلباً على حياة المريض.
يتم تحديد العلاج وفقاً لدرجة المرض في تخلخل العظم في الركبة؛ في المراحل المبكرة من تخلخل العظم، يمكن اللجوء إلى العلاجات غير الجراحية، مثل تناول العقاقير، والعلاج الفيزيائي، وتناول المكملات الغذائية التي تدعم أنسجة الغضاريف، وطرق الحقن داخل الركبة. ويتم إجراء جراحة استبدال مفصل الركبة على المرضى الذين لا يستفيدون من هذه الخيارات الخاصة بالعلاج غير الجراحي. لا ينبغي أن ننسى أن المرضى الذين سيخضعون لجراحة استبدال مفصل الركبة هم بشكل عام من الفئة العمرية المتقدمة.
جراحة استبدال مفصل الركبة هي عملية جراحية مفتوحة، يتم فيها استبدال سطح مفصل الركبة المشوه بسطح مفصل اصطناعي باستخدام أدلة مناسبة ومواد حيوية مناسبة، مصحوبة بطريقة التخدير التي يقررها طبيب التخدير. تبدأ العملية الجراحية بعمل شق طولي في المفصل في منطقة الركبة وتستمر العملية بإزالة العظام والغضاريف التالفة. ويتم استبدال المفاصل التي تمت إزالتها بغرسات يتم اختيارها بأبعاد وبنية تناسب حالة المريض، وبذلك تنتهي العملية الجراحية. تستغرق هذه العملية الجراحية حوالي ساعة إلى ساعتين، حسب حالة المريض وبنية جسمه. يعطى المريض مسكن آلام ينصح به طبيب التخدير لتخفيف آلامه بعد الجراحة.
وفي مرحلة مبكرة بعد العملية الجراحية، في الغالب اليوم الذي يلي اليوم الذي تجرى فيه العملية، يبدأ المريض بالمشي مستعيناً بالمشاية. وينصح باستعمال هذه المشاية من ثلاثة إلى أربعة أسابيع. ويسمح للمريض بمغادرة المشفى في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام، في حال تم التأكد من عدم وجود أية مشاكل أثناء الفحوصات التي تجرى بعد العملية، وتم التأكد من قدرة المريض على المشي المطلوب بعد العملية، وتأمين الانفراج الذي يسمح بحركة المفصل. وبعد مغادرة المشفى، يجب على المريض تناول مميع الدم لفترة زمنية معينة.
هناك بعض المخاطر في جراحة استبدال مفصل الركبة، كما هو الحال في بقية العمليات الجراحية، وترتبط هذه المخاطر بطريقة التخدير والطريقة المعتمدة في إجراء العملية، ولعل أهمها هي إصابات الأوعية الدموية والأعصاب التي قد تكون مؤقتة أو دائمة أثناء الجراحة، والانسداد (تجلط الدم) الذي يمكن أن يحدث بعد الجراحة. ومن أجل تقليل هذه المخاطر إلى أدنى مستوياتها، يجب إجراء جراحة استبدال مفصل الركبة في مراكز معتمدة وذات خبرة كبيرة في استبدال مفصل الركبة.