تكلس مفصل الورك المعروف أيضاً باسم داء مفصل الورك هو مرض ناجم عن تآكل الغضروف المفصلي نتيجة تقدم العمر وعوامل بيولوجية وميكانيكية. تكلس مفصل الورك هو السبب الأكثر شيوعاً وراء آلام الورك، ويظهر في الغالب لدى المرضى من الفئة العمرية المتوسطة والمتقدمة.

يكون تكلس مفصل الورك مصحوباً في أغلب الأوقات بأعراض مثل الألم والعرج، لكنه قد يكون مصحوباً أيضاً بأعراض تحد من حركة المريض اليومية، مثل انخفاض القدرة على المشي، وزيادة الألم والعرج، حسب تقدم المرض.

هناك طرق أخرى تساعد في علاج تكلس مفصل الورك غير العلاج الجراحي، مثل إنقاص الوزن، واستخدام الأدوية المسكنة ومضادات الالتهابات واستخدام العكازة والمعالجة الفيزيائية. وفي حال عدم نجاح هذه الخيارات بما فيه الكفاية، يمكن إجراء جراحة استبدال مفصل الورك.

جراحة استبدال مفصل الورك عبارة عن عملية جراحية مفتوحة. يتم تخدير المريض بطريقة التخدير المعتمدة من قبل طبيب التخدير، ثم يتم إحداث شق مقوس في منطقة الورك للوصول إلى المفصل التالف مروراً بالأنسجة بالشكل المناسب. وبعد إزالة الأجزاء التالفة من المفصل، يتم وضع مواد حيوية مكان الأجزاء التالفة بأبعاد وخصائص تناسب حالة المريض. تتغير المدة التي تستغرقها هذه العملية الجراحية من مريض لآخر، لكنها تستغرق عموماً من ساعة ونصف إلى ساعتين تقريباً. يعطى المريض مسكن آلام ينصح به طبيب التخدير لتخفيف آلامه بعد الجراحة. وتبدأ إعادة التأهيل فور الانتهاء من استبدال مفصل الورك، كما هو الحال في معظم الجراحات التعويضية. وبعد يوم واحد من العملية، ينصح المريض بالمشي مستعيناً بالمشاية. تختلف مدة المشي من مريض لآخر، ولكنها في الغالب تتراوح من أسبوعين إلى ستة أسابيع، وفي هذه المدة يمشي المريض مستعيناً بالعكازة أو بالمشاية. يسمح للمريض بمغادرة المشفى في غضون ثلاثة إلى خمسة أيام، في حال تم التأكد من عدم وجود أية مشاكل أثناء الفحوصات التي تجرى بعد العملية، وتم التأكد من قدرة المريض على المشي المطلوب بعد العملية، وتأمين الانفراج الذي يسمح بحركة المفصل. وبعد مغادرة المشفى، يجب على المريض تناول مميع الدم لفترة زمنية معينة.

من غير المناسب إجراء جراحة استبدال مفصل الورك للأفراد المصابين بالالتهاب في منطقة الورك، والأفراد الذين لديهم تلف في الأعصاب في الورك، والأفراد الذين يفتقرون إلى ظروف الاعتناء بنظافتهم الشخصية، والأفراد الذين يعانون من تلف الأوعية الدموية و / أو قصور في الورك. فيما عدا ذلك، يمكن إجراء جراحة استبدال مفصل الورك بأريحية في الحالات التي يحدث فيها الفصال العظمي في مفصل الورك لأسباب مثل مرض الروماتيزم وتكلس المفاصل بسبب تقدم العمر وتنخر العظم وما إلى ذلك.

هناك بعض المخاطر التي تظهر بعد إجراء عملية استبدال مفصل الورك، وترتبط بطريقة التخدير والطريقة المعتمدة في إجراء العملية، ولعل أهمها هي الانسداد (تجلط الدم) الذي يمكن أن يحدث أثناء الجراحة وبعدها. بالإضافة إلى خطر الإصابة بتجلط الدم، هناك احتمال الإصابة بالالتهابات وحدوث خلع في المفصل الاصطناعي في الفترة التي تلي العملية الجراحية. ومن أجل تقليل هذه المخاطر إلى أدنى مستوياتها، يجب إجراء جراحة استبدال مفصل الورك في مراكز معتمدة ومناسبة وذات خبرة كبيرة في استبدال مفصل الورك.